الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا تأثير للغيبة في وقوع الطلاق، بل المعتبر هو إيقاع الزوج له سواء أكان في حضرة الزوجة أم في غيابها، وبناء عليه فما أوقعه الزوج من الطلاق واقع، لكن ما دام قد طلقك طلقة واحدة، فإنها لا تكون بائنة إلا إذا كانت قبل الدخول أو الخلوة، ولو قال هو طلقتك طلقة واحدة بائنة فإنها لا تحسب إلا واحدة، وله مراجعتك قبل انقضاء عدتك، قال الشافعي في الأم: ولو قال لها أنت طالق واحدة بائنة كانت واحدة تملك الرجعة. وهذا الذي رجحه شيخ الإسلام.
فإن كان قد أرجعك إلى عصمته قبل انقضاء عدتك فالطلاق الثاني واقع أيضاً، وأما إن كان لم يرجعك إلى عصمته وانقضت عدتك من الطلاق الأول فطلاقه الثاني غير معتبر لأنه لم يصادف محلاً إذ لست بزوجة له، وننصح بمراجعة المحاكم الشرعية إن وجدت أو المراكز الإسلامية ومشافهة أهل العلم بما حصل، وانظري لذلك الفتوى رقم: 58447.
والله أعلم.