الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتعارف عبر الشبكة العنكبوتية بين الرجال والنساء غير جائز، لما يترتب عليه من مفاسد وما يشتمل عليه من تعريض للفتن، وما يجره من بلاء إلى المجتمع، فقد أخطأت حين أقمت علاقة مع تلك المرأة فهذا أمر لا يقره الشرع، وقد تماديت في ذلك حتى هتكت أسرار بيتها، وأعنتها على خيانة زوجها، حتى اتفقتما على طلاقها منه، وذلك منكر عظيم وإثم كبير، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ليس منا من خبّب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده. رواه أبو داود وصححه الألباني.
فيجب عليك أن تتوب إلى الله مما فعلت، وتعزم ألا تعود لمثل ذلك، وأن تستر على تلك المرأة، نسأل الله أن يغفر لها وعلى نفسك، فلا تخبر أحداً بما كان بينكما، وعليك أن تزيل كل ما يتعلق بتلك العلاقة من الحوارات المسجلة، والصور التي عندك فلا يجوز لك الاحتفاظ بها.
أما عن سؤالك عن حكم هبة ثواب الصدقة لها، فالجمهور على أن ذلك ينفع الميت، ولا يضر في ذلك كون علاقتك بها كانت محرمة، لكن ننبهك إلى أنك ينبغي أن تهتم بنفسك أولاً وتبحث عن الأعمال الصالحة والحسنات الماحية، لتكفر عما وقعت فيه من المعصية، وتتعلم أحكام الدين وحدود الشرع، وتسعى للتقرب إلى الله قبل فوات الأوان، قال تعالى: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ {عبس:37،36،35،34}
وننصح السائل إذا كان لم يتزوج أن يبادر إلى الزواج من ذات دين وخلق، فإن ذلك عون له على طاعة الله.