الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه المواقع التي تسمى بالروحانية هي مواقع شيطانية لما تقوم به من نشر الشعوذة وتعليم السحر ونشر الخرافات، وهذا كله لا يجوز أن يتعاطاه المسلم أو يدخل إليه متعرفا، أو على سبيل الدعابة والمرح، أو الجد، ولا يجوز له أن يدل غيره عليه.. لما فيه من الدلالة على المنكر وإشاعته والتعاون عليه، قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وما ذكرته في السؤال من طلاسم وأسماء لا تفهم قد تكون أسماء جن أو شياطين وهي من الاستغاثات الباطلة التي لم ترد في كتاب ولا سنة؛ بل الاستغاثة لا تكون إلا بالله وبأسمائه وصفاته المذكورة في القرآن والسنة، ولم يرد نص من كتاب الله ولا سنة رسوله ولا أثر عن أحد من الصحابة أو سلف الأمة بهذا، بل بين الله تعالى في كتابه حرمة السحر وتعلمه وخطره، فقال تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ {البقرة:102}.
وقد حذر العلماء من هذه الأمور كثيراً وبينوا حكم الاستغاثة بها فمن ذلك فتوى اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ عبد العزيز عبد الله بن باز رقم 1635: لا يجوز استعمال الطلاسم ومنها الحروف المقطعة والأسماء المجهولة التي لا يعرف معناها وقد تكون أسماء شياطين، وحتى لو عرف معناها لم يجز استعمالها، لأن ذلك دعاء لغير الله واستعانة بغير الله وذلك من الشرك الأكبر، إذا كان القصد الاستغاثة بهذه الأسماء أو وسيلة إلى الشرك إذا أراد التبرك بها أو ظن أنها سبب للشفاء أو حصول المطلوب، وكتابة شيء من القرآن الكريم معها هو من التلبيس وخلط الحق بالباطل، فالواجب مثل هذه الأوراق والكتب المشتملة على هذه الطلاسم البعد عنها والتحذير منها. انتهى.
وقد جاء الحديث الذي رواه أحمد ومسلم واللفظ له عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً.
فمن شارك في هذه المواقع أو دخلها سائلاً أو مستفسراً شمله النص.. فالواجب حيال هذه المواقع التحذير منها وعدم دخولها أو وضع الاستفسارات فيها؛ لما في ذلك من إعانتهم على المنكر، ويجب إبلاغ الجهات المسؤولة لحجبها عن الناس.
وقد بينا حكم الاستغاثة مفصلاً في الفتوى رقم: 3779. والله الموفق إلى مرضاته.
والله أعلم.