الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأت حين ذهبت إلى ساحر، فإتيان هؤلاء منهي عنه، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل منه صلاة أربعين يوماً.
وإنما يكون علاج السحر بالرقى والأساليب المشروعة.
أما عن والدك فإنه يجب عليه العدل بين أولاده، ولا يجوز له أن يفضل بعض أولاده على بعض، فعن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً. فَقَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: لاَ أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: إِنِّي أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ يَا رَسُول اللَّهِ. قَال: أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْل هَذَا؟ قَال: لاَ. قَال: فَاتَّقُوا اللَّهُ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ قَال: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ. رواه البخاري.
وفي رواية عند مسلم: فَلاَ تُشْهِدْنِي إِذًا فَإِنِّى لاَ أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ، ولا يجوز أن يقصد حرمان البعض أو الإضرار بهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك وأحمد وابن ماجة وصححه الألباني.
أما عن تسجيله ما يملك لبناته وزوجته، فإن كان ذلك هبة في الحياة، بمعنى أنهم يملكون التصرف فيه، فذلك غير جائز لما ذكرنا من وجوب العدل بين الأولاد، والراجح عندنا عدم صحتها، وأما هبته لزوجته فإن استوفت شروط صحة الهبة وقبضتها، فقد ملكتها، لكن إن كان قصده بهبتها حرمانكم، فهو آثم.
وأما إذا كان تسجيله أملاكه لهم، بمعنى أنهم يملكونها بعد موته، فتلك وصية، والوصية لا تجوز للوارث، وحينئذ يكون تصرفه باطلاً، وتقسم تركته بين ورثته كما فرض الله، ما لم تجيزوا أنتم الورثة الوصية للوارث، وأما عن البيت الذي باعه في حياة أمكم رحمها الله فما دام قد بناه بماله، فلا حق لها فيه، وإنما هو ملكه.
وننبه السائل إلى أنه مهما كان من سوء خلق والدك وظلمه لكم، فإن ذلك لا يسقط حقه عليكم في البر وعدم جواز مقاطعته أو الإساءة إليه، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالد المشرك الذي يأمر ولده بالشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ { لقمان:14}.
وإنما لك أن تنصحه بالرفق، أو تستعين بمن ينصحه ممن يقبل نصحه، وتكثر له الدعاء بالهداية.
والله أعلم.