الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنقول ابتداء نسأل الله أن يغفر لميتكم ويأجركم على مصيبتكم، وأما عن تقصيره في المحافظة على الصلاة وهل يغفر الله له فلا شك أن الصلاة عماد الدين وأعظم أركانه بعد الشهادتين، وأن من قصر في المحافظة على أدائها فهو على خطر عظيم، ومع ذلك فإن الله تعالى غفور رحيم يثيب عبده على الحسنات ويغفر الزلات ولا يكبر ذنب في جانب رحمة الله تعالى وعفوه، وبما أن آخر ما تكلم به ذكر الله تعالى وأنه عرق عند موته فنرجو أن يكون قد تاب من تقصيره في الصلاة قبل مماته وحسنت خاتمته، فالمؤمن يموت بعرق الجبين كما في الحديث الذي رواه الترمذي وأحمد بسند صحيح، كما أنا نرجو أن يكون حسن خلقه سببا في دخوله الجنة فإن أكثر ما يدخل الناس الجنة يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق كما جاء في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي أيضا، فاجتهدوا له في الدعاء فلعل الله تعالى أن يجعل من دعائكم له باب رحمة.
وفي الحديث الصحيح: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له. رواه الترمذي والنسائي. فاجتهدوا في الدعاء له والصدقة عليه.
وأما كيف تبرينه بعد مماته فجوابه ما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود بسند فيه ضعف عن مالك ابن ربيعة الساعدي قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما قال نعم: الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما.. . وانظري الفتوى رقم: 8132، عن حكم الصلاة عن الميت، والفتوى رقم: 108065، والفتوى رقم: 110213، وكلاهما عن قراءة القرآن للميت.
والله أعلم.