الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشكر الله لك وجزاك خيرا، أما عن سؤالك فلا شك أن الحب في الله والبغض في الله من لوازم الإيمان بالله، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله عز وجل. صحيح الجامع.
وأما عن مصاحبتك لمن تبغضهم في الله، فمادمت تنكر عليهم إذا رأيتهم على معصية، ولا تقرهم على منكر فليس ذلك من المداهنة الممقوتة، وإنما هو من المداراة المطلوبة، وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 34950.
وأما عن ذكرك لهم بدون تعيين عند أناس لا يعرفونهم فليس ذلك من الغيبة المحرمة، وإنما الغيبة تكون بتعيين الشخص سواء بذكر اسمه أو وصفه، ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: 6082.
وننبه السائل أنه ينبغي للمؤمن أن يتسع قلبه رحمة ورأفة للعصاة، ويرجو لهم الهداية والتوبة، ويستشعر نعمة الله عليه في معافاته من الوقوع فيها، ولا ينافي ذلك إنكاره للمنكر وبغضه للمعصية فإنه لا يكره العاصي لذاته وإنما يكرهه لما تلبس به من المعصية. قال ابن القيم في مشاهد الناس في المعاصي: أن يقيم معاذير الخلائق وتتسع رحمته لهم مع إقامة أمر الله فيهم فيقيم أمر الله فيهم رحمة لهم لا قسوة وفظاظة عليهم. (طريق الهجرتين.
والله أعلم.