الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يكشف الغمة عن بلاد المسلمين وينصرهم على عدوهم، ويمكن لدينه في الأرض إنه عزيز رحيم.
أما عن سؤالك فما فعله أخوك الأكبر من الإنفاق على أمه وإخوته فهو عمل جليل من أفضل أعمال البر التي يحبها الله، ويثيب عليها الأجر الكبير في الآخرة، والبركة في العمر والرزق في الدنيا، لكن ما حدث منه بعد ذلك من منّ على إخوته فهو خطأ قد يؤدي إلى إحباط أجره، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى... {البقرة:264}، وأما عن النذر الذي نذرته أمكم، فإنه يجب عليها الوفاء به ما دام قد تحقق الشفاء لأخيكم، ولكن إذا كانت لا تجد ما تؤدي به النذر فلا إثم عليها في الانتظار حتى يتيسر ذلك لها، فإن عجزت عن ذلك بالكلية فلها أن تكفر كفارة يمين ولا شيء عليها.
وأما ما يحدث بين إخوتك من مشاحنات فذلك من نزغات الشيطان والواجب عليكم إصلاح ما بينكم والحرص على دوام المودة والصلة وذلك بالصبر والتجاوز عن الزلات، والحرص على الكلام الطيب والتهادي، مع اجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، والمحافظة على الفرائض فإن من أسباب التشاحن والتباغض التفريط في فرائض الله، قال تعالى: فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ {المائدة:14}، ونوصيكم بالتعاون على الطاعات والتقرب إلى الله ودعائه.
والله أعلم.