الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المعروف عن ابن القيم رحمه الله أنه وجد كثيرا من الأذى والبلاء والمحن من بعض أهل البدع ومتعصبة المذاهب، ذكر هذا كثير ممن ترجم له، ومن هؤلاء ابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب في أخبار من ذهب، حيث قال في ترجمته وهو يذكر أحداث سنة إحدى وخمسين وسبعمائة: وفيها توفي العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي ثم الدمشقي الفقيه الحنبلي بل المجتهد المطلق المفسر النحوي، ثم نقل عن ابن رجب أنه قال: وقد امتحن وأوذي مرات وحبس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة منفردا عنه ولم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ.
ثم قال ابن العماد بعد ذلك: توفي رحمه الله وقت العشاء الآخرة ثالث عشر رجب وصلي عليه من الغد بالجامع الأموي عقيب الظهر ثم بجامع جراح ودفن بمقبرة الباب الصغير. انتهى.
فلم يذكر أن سبب وفاته هو التعذيب، ولم نجد فيما بين أيدينا من كتب التراجم من ذكر هذا، ولو كان هذا التعذيب هو السبب لذكر لعظمة مثل هذا الخبر، كما ذكر عن ابن تيمية أنه توفي وهو محبوس في سجن القلعة رحمه الله تعالى.
والله أعلم.