الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أولاً أن الطلاق على خمسة أضرب، وأن من أوقعه في بعض الحالات التي ليس فيها محرماً فإنه لا يعد ظالماً، وراجعي أضرب الطلاق في الفتوى رقم: 12963.
ولكن الله تعالى شرع النكاح لمقاصد عظيمة، ومن ذلك أن يتحقق الاستقرار وتنتشر المودة داخل الأسرة المسلمة، فلا ينبغي أن يكون هدف الزوج من الزواج مجرد النظرة المادية والحرص على الاستفادة من مال الزوجة، ولا ينبغي للزوج أن يسعى لإنهاء رابطة الزوجية لمجرد كونه لم يتحقق له هذا الهدف، فكيف إذا كانت الزوجة تبدي استعدادها لمساعدته بمالها..
وعلى كل حال فإننا ننصحك بعدم التفكير فيما إذا كان الزوج مخطئاً بهذا التصرف أم لا، بل إننا نحبذ أن تسعي في محاولة معالجة الموقف والسعي في الإصلاح، وذلك بأن تحاولي إقناعه بالتراجع عن قرار حل عقدة الزوجية.
ويمكنك أن تنتدبي إليه بعض عقلاء الناس ليحاوروه في هذا الأمر، فإن اقتنع زوجك فبها ونعمت، وإن أصر على رأيه ففوضي أمرك إلى الله، وما يدريك فقد يكون في الفراق خير، ولعل الله تعالى ييسر لك من هو خير منه، قال تعالى: فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، وراجعي الفتوى رقم: 1217.
وننبه إلى أن طلب الزوج من زوجته إنهاء الارتباط بينهما لا يقع به الطلاق، لأنه مجرد مواعدة ما لم يكن الزوج قد أراد إيقاع الطلاق بهذا اللفظ في الحال.
والله أعلم.