الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَقَالَ اللَّهُ مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ . رواه البخاري ومسلم.
وقد أمرنا الله بصلة الرحم حتى لمن يقطعنا فعن عبد الله بن عمرو عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا. رواه البخاري.
ولم يحدد الشرع لصلة الرحم أسلوباً معيناً أو أوقاتاً محددة، وإنما ذلك يختلف باختلاف أحوال الناس.
أما عن سؤالك، فإن ما يفعله إخوتك من عدم السؤال عنك، هو من القطيعة التي نهى الشرع عنها ، لكن ذلك لا يبيح لك قطعهم، كما أن زيارتكم لأختكم مرة كل أسبوع، قد يكون فيه إثقال عليها وعلى زوجها، فينبغي أن تكون الصلة بالقدر الذي لا يتضرر به أحد.
فالذي ننصحك به أن تتوبي إلى الله مما فعلت من هجرهم، وعليك أن تداومي على صلتهم، ابتغاء مرضاة الله ، وأبشري ببركة هذا العمل في الدنيا والآخرة، فإن صلة الرحم من أسباب البركة في الرزق والعمر، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.