الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يرزقكما الذرية المباركة، وأن ييسر لكما أموركما، أما عن سؤالك فإن حق الأم عظيم وبرها من أوجب الواجبات ومن أعظم القربات ومن أهم أسباب رضا الله، كما أن عقوقها من أعظم الذنوب ومن أهم أسباب سخط الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. صحيح البخاري ومسلم.
ومن بر الأم الإنفاق عليها إذا احتاجت إلى النفقة أو طلبت ذلك إذا كان للابن ما ينفق عليها زائداً عن حاجاته الأصلية، فإذا كانت هذه الأم ميسورة، فقد كان ينبغي عليها أن تدفع إلى ابنها نصيبه من ميراث أبيه، وتعينه من مالها عند حاجته، لكن إعانتها له من مالها غير واجبة عليها وإنما هي من الإحسان، فلا حرج على الابن أن يطلب منها نصيبه من ميراث أبيه، لكن لا يجوز له أن يسيء إليها أو يقصر في برها، بل عليه أن يداوم على الإحسان إليها، وأما عن الشقة التي تسكنها هذه الأم وترغب في بيعها وشراء شقة أخرى، فإن هذه الشقة بمجرد موت الوالد قد أصبحت ملكاً لورثته، فما يتحصل من المال من الفرق بين ثمن الشقتين، هو جزء من الميراث يستحقه كل الورثة، لكن إن رضوا بأن يتنازلوا عن ذلك لها فلا حرج عليها في ذلك.
والله أعلم.