الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد يكون ما ظنت هذه المرأة بوالدها، من وساوس الشيطان، لكن على كل حال، لا ينبغي للأب أن يداعب ابنته الكبيرة بمثل ذلك، وعلى البنت ألا تمكنه من ذلك، لكن لا يجوز لها أن تسبه أو تصفعه، فإن ذلك من العقوق الذي حرمه الله، فمهما كان سوء خلق الوالدين وبعدهما عن الدين فإن على الولد أن يعاملهما معاملة حسنة، قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:14،15}.
فيجب عليها أن تتوب إلى الله مما فعلت، من صفعه وهجره، وذلك بالندم على ذلك والعزم على عدم العود مع الإكثار من فعل الصالحات، وعليها ألا تخبر أحدا بذلك، وأن تكثر من الدعاء لوالدها.
وننبه السائل إلى أن الإسلام لا يقر ما يسمى بالصداقة بين الرجل والمرأة الأجنبية، ولمعرفة ذلك تراجع الفتوى رقم: 11945.
و الله أعلم.