الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أطلق بعضهم هذا اللقب على علىّ بن فضيل بن عياض،كما جاء في شعب الإيمان وفيض القدير للعلامة المناوي قال: وسمي علي بن الفضيل قتيل القرآن.
وجاء في شعب الإيمان: أنه سمع قارئا يقرأ قول الله تعالى: ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، فشهق شهقة خر منها مغشيا عليه، فجاء الفضيل فقال: بأبي قتيل القرآن، وقيل غير ذلك .
وذكر ابن قدامة في كتابه التوابين إطلاق هذا اللقب أيضا على فتى من الأزد حضر مجلس وعظ فسمع قارئا يقرأ قول الله تعالى: وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع .. فسقط مغشيا عليه فحمل من بين القوم صريعا..
وعلى هذا فقتيل القرآن يمكن أن تطلق على أكثر من واحد، والذي لا شك فيه أن للقرآن العظيم تأثيرا على قلوب سامعيه، ولكن هذا التأثير يكون أعظم على أصحاب القلوب الرقيقة التي تضعف أمام قوة الوارد عليها، وقصص تأثيره على السامعين معروفة مشاهدة في كل زمان ومكان، وللصحابة والتابعين ومن تبعهم من ذلك النصيب الأكبر والحظ الأوفر.
والله أعلم.