الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبارك الله فيك وجزاك خيراً على إحسانك إلى أخيك وحرصك على الاستبراء لدينك، أما عن سؤالك فما ذكرته عن أخيك إن كان كذلك فهو سوء خلق، فقد نهى الله عن التدابر والهجران بين المسلمين.
فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. رواه مسلم.
وإذا كان التدابر والهجران بين الإخوة والأخوات من النسب، كان ذلك أشد، وأعظم من ذلك إساءته إلى أمه، فإن عقوقها من أكبر الكبائر ومن أسباب سخط الله.
وأما عن موقفك منه فما دمت لا تقاطعه فلا إثم عليك، لكن إن بدأته بالكلام فذلك أفضل، إلا أن يكون في ترك كلامه مصلحة شرعية بأن تغير المقاطعة من حاله، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.
وننبه السائل إلى أن العفو عن المسيء لا يزيد المسلم إلا عزاً وكرامة، كما أنه سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:22}.
والله أعلم.