الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصحك أولا بالصبر على أهل زوجك والعفو عنهم، ومحاولة التغلب على المشاكل التي تعكر أجواء الأقرباء والأصهار، ونذكرك بقول الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}، وبقوله سبحانه: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:34}، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. رواه مسلم.
والعفو والصّفح هما خلق النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأين المقتدون بسيد الأنام صلى الله عليه وسلم؟ سئِلَت عائشة رضي الله عنها عن خلُق رسولِ الله، فقالت: لم يكن فاحِشًا ولا متفحِّشًا ولا صخَّابًا في الأسواق، ولا يجزِي بالسيِّئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح. رواه أحمد والترمذي وأصله في الصحيحين.
واعلمي أيتها السائلة أن فساد ذات البين من المهلكات، فعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين. رواه الترمذي وصححه الألباني.
أما بخصوص ما ذكرت من كون زوجك لا يرغمك على الذهاب إلى بيت أهله في العيد، ولكنه يقول إنه لا يستطيع أن يترك إخوته فهذا يدل على حسن أخلاقه وحكمته في التعامل لأنه مع حرصه على صلة رحمه وعلاقته بإخوته لم يكرهك على ما لا تريدين. ولذا فإنا نوصيك أن تحسني التصرف وأن تأتمرا بينكما بالمعروف. فيمكنك مثلا أن تعرضي عليه أن تقضي العيد مرة في بيتكم ومرة عند إخوته أو تقضيا بعض الوقت في بيتكم، ثم بعد ذلك تذهبان لزيارة أهله أو غير ذلك مما يحقق المصلحة لكليكما. وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 18911 .
والله أعلم.