الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيظهرُ لنا كل الظهور أنك مصابة بالوسواس، نسألُ الله لك العافية، وواجبك أن تطرحي هذا عنك، وأن تلقيه وراء ظهرك ولا تلتفتي إليه البتة فإنه باب شر يُفسد على العبد دينه ودنياه، وانظري الفتوى رقم: 103635.
وما فعلته من الإتيان بركعة ثم السجود للسهو قبل السلام صحيحٌ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 1191.
إلا أن الموسوس لا ينبغي له أن يسترسل مع وسواسه كما ذكرنا، وأما الشك الذي عرض لك بعد الصلاة في سجود السهو، وهل كان واحدةً أو اثنتين فلا أثرله، أما أولاً : فلأن الشك بعد الفراغ من العبادة لا أثر له إذ الأصل صحتها، وانظر الفتوى رقم: 42566.
وأما ثانياً: فدفعاً للوسواس وإغلاقاً لبابه الذي قد فتحه الشيطان عليك .
وأما إذا نسيتَ الركعة الثانية فإنك لا تتشهدين تشهدين في آخر الصلاة، إذ إن الركعة الثالثة قامت مقام الثانية ، وما دمت قد أتيت بركعةٍ مكان المنسية فلا شيء عليك سوى سجود السهو، وهو يجبرُ التشهد الأول المتروك سهواً كما ثبت في الصحيح من حديث عبد الله بن بحينة أن النبي صلى الله عليه وسلم حين نسيَ التشهد الأول سجد سجدتين قبل السلام.
وأما شكك في ترك تكبيرة الانتقال بعد ما فرغت من الرفع فلا يلزمك العودُ إليها والإتيانُ بها، بل تعمدُ ذلك يبطلُ الصلاة مع العلم بالحكم عند بعض أهل العلم، فإن تكبيرات الانتقال سنةٌ عند الجمهور، وواجبٌ يجبرُ بسجود السهو عند الحنابلة، فلو فرضنا أن تركك لها سهواً محقق فلا يجوزُ العود والإتيانُ بها ، فكيف وهو مشكوكٌ فيه، ثم إن هذا الشك منشأه الوسواس الذ ي يبدو أنك استرسلت معه، والواجبُ عليك مدافعته للتخلص من آثاره المدمرة.
وصلاتك صحيحةٌ على كل، والراجحُ عند الحنابلة أنه لا يلزمك سجود سهو للشكِ في ترك الواجب.
والله أعلم.