الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حق الزوجة على زوجها أن يعفّها على قدر حاجتها وقدرته، كما أن تضرر الزوجة بضعف زوجها عن جماعها، يجعل لها الحق في طلب الطلاق أو الخلع، لكن لا يبرر لها ذلك أن تقيم علاقة مع رجل آخر، فتلك كبيرة شنيعة، وجريمة أخلاقية، وخيانة للأمانة، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}
فالواجب عليك أن تتوبي من تلك العلاقة، وذلك بالإقلاع عنها، والندم على الوقوع فيها، والعزم على عدم العود إليها، وينبغي لك أن تستري على نفسك فلا تخبري أحداً بتلك المعصية.
أما عن زوجك، فعليك أن تنصحيه بعرض نفسه على طبيب مختص، ليعالج ما به من ضعف، فإن فعل وشفي بإذن الله، فذلك من فضل الله، فاتقي الله وحافظي على زوجك وبناتك،
وإن رفض العلاج أو لم ينفع معه العلاج وظل على حالته، وكنت لا تطيقين الصبر على ذلك، فلتطلبي منه الطلاق أو الخلع، فإن رفض فلك رفع أمره للقاضي، ليرى فيه رأيه، لعل الله يرزقك بزوج صالح يعفك، ولا يمنعك من ذلك خوفك على الطفلتين، فالحفاظ على دينك أولى بلا شك، واعلمي أنك إن صدقت مع الله وتوكلت عليه فسوف يحفظ بناتك، ويكفيك كل ما أهمك، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2،3}
والله أعلم.