الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كان ينبغي لكم أن ترسلوا المصحف في البريد وخاصة إلى دول الكفار حيث يتوقع أن الذين يمسونه ويحملونه.. هم كفار، فقد نص أهل العلم على أنه لا يجوز للمسلم تمكين الكفار من مس المصحف أو تعريضه لذلك كما سبق بيانه في الفتويين: 34457 ، 23436 .
وكونه في غلاف محكم الغلق لا يبيح للكافر مسه وحتى المسلم المحدث إلا إذا كان في متاع ( شنطة مثلا ) وحملت الشنطة وهو بداخلها كما قال العلامة خليل المالكي في المختصر مع شرحه: إلا أن يحمله بأمتعة قصدت فيجوز، وإن حملت على كافر لأن المقصود ما فيه من الأمتعة.
وأما الآن وقد فات الأوان فإن عليكم أن تبادروا بالتوبة إلى الله تعالى والاستغفار، وعمل ما استطعتم من أعمال الخير والنوافل.
نسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعنكم.
والله أعلم.