الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف الفقهاء في حكم تارك الصلاة وهل يخرج بذلك من الملة أم لا، وجمهورهم على أنه لا يخرج بذلك من الملة، وهو قول معتبر، وراجع بخصوصه الفتوى رقم: 103984 .
كما أن القائلين بتكفير من ترك الصلاة كسلا يشترطون لتكفيره أن يدعى إلى الصلاة فيأبى فلا يكفرونه إلا بعد الدعاية .
وبناء على ذلك فإن لوالد هذا الفتى أو غيره أن يدعو له بالمغفرة، وأن يتصدق عنه، ونرجو أن ينفعه ذلك بإذن الله تعالى، ولا يمكن الجزم بحاله في القبر لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكن رحمة الله واسعة، فقد يكون الله تعالى قد غفر له ببره لوالديه ونحو ذلك من أعمال صالحة قد عملها.
ومن أعظم ما ينتفع به الميت الدعاء له والاستغفار له والتصدق عنه ولا سيما الصدقة الجارية، وغير ذلك من أنواع البر، وانظر الفتوى رقم:35631 .
وآية سورة الإسراء التي أشرت إليها فمعناها كما ذكر الطبري في تفسيره: فقد جعلنا لولي المقتول ظلما سلطانا على قاتل وليه، فإن شاء استقاد منه فقتله بوليه، وإن شاء عفا عنه، وإن شاء أخذ بديته. انتهى.
وعلى هذا؛ فإذا علم قتلة هذا الشاب كان لأوليائه الحق في المطالبة بالقصاص، ولهم أيضا المطالبة بالدية، أو العفو عن القاتل.
هذا مع العلم بأن أمر إقامة الحدود للسلطان لا لعامة الناس، وراجع الفتوى رقم: 29819 .
والله أعلم.