الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى على مسلم تحريم الزنا وكونه من أكبر الكبائر، وأفظع الفواحش، قال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا {الإ سراء: 32}.
وقد وضع الله حدوداً للعلاقة بين الرجل والمرأة، تضمن طهارة المجتمع وصيانة الأعراض، فلم يجعل الله طريقاً للاستمتاع بالمرأة الحرة إلا الزواج الشرعي، وما يعرف بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات هو أمر لا يقره الشرع، ولا ترضاه أخلاق الإسلام، وإنما هو دخيل على المسلمين من عادات الكفار وثقافات الانحلال.
وأعلمي أنك قد وقعت في خطأ كبير بالفعل الذي ذكرته، والواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله، وذلك بالإقلاع عن هذا الذنب وقطع العلاقة بهذا الشاب تماماً، واستشعار الندم على الوقوع في هذا الذنب، والعزم الصادق على عدم العودة له، وذلك بالبعد التام عن مقدماته ودواعيه وعدم مجاراة الشيطان في خطواته، مع الحرص على التزام الحجاب، والتخلق بالحياء، والبعد عن مخالطة الرجال، وغض البصر، وتجنب رفيقات السوء، مع الاستعانة بالله والتوكل عليه، والحرص على تعلم أمور الدين اللازمة، وتقوية الصلة بالله، مع سترك على نفسك، فلا ينبغي أن تذكري هذا الذنب لأحد أبداً، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه. متفق عليه.
والله أعلم.