الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان والدك قد هجر أمك ولم ينفق عليها بغير عذر، فهو بلا شك ظالم، ومن البر به أن تنصحه برفق أن يتوب من ذلك، وقد أحسنت أمك حين صبرت على ظلمه وربّتكم على تقوى الله، ونعم سلوك المرأة المؤمنة، وأما زوجة أبيك فقد أخطأت حين ربت أولادها على قطيعة الرحم وسوء الظن.
أما عن سلوك بنتها المطلقة، فلا شك أنه أمر لا يجوز السكوت عليه، وإنما يجب عليك أن تمنعها عن المنكرات، وتسعى في إصلاحها وحملها على طريق العفة والاستقامة ، وذلك يحتاج إلى الحكمة في التعامل معها ، لا سيما وهي لم تتلق التربية الحسنة، ولا ترى لك حقاً عليها، والمقصود بالحكمة وضع الشدة والرفق في موضعهما بما يحقق المصلحة ويعين على الإصلاح، والأصل أن تبدأ بالرفق في النصح والأساليب الدعوية المشروعة ، ولا تلجأ إلى الشدة إلا حيث لا ينفع الرفق مع التنبيه على أنه لم يكن من حقك تأديبها بالضرب، فإن الضرب في هذه السن لا يحق إلا للسلطان أو نائبه.
وللاطلاع على الأساليب الدعوية يمكنك مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 26333 ،28335 ، 26246.
وأما عن حكم مقاطعتك لها، فالأصل أنه لا يجوز هجر المسلم فوق ثلاث ليال، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.
إلا أن يكون في مقاطعتها مصلحة شرعية بأن تغير المقاطعة أمرها إلى الأفضل، فإن المقاطعة تجوز حينئذ بل تجب، إذا تعينت طريقاً لإصلاحها، ولمعرفة المزيد عن ذلك يمكنك مراجعة الفتاوى التالية: 20400، 21837، 22411.
والله أعلم.