الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يجوز لرجل أن يلمس من جسد رجل آخر ما لا يجوز له النظر إليه منه، ولو كان من باب المزاح، ويتأكد هذا في العورة المغلظة. وإن كان هذا من باب التلذذ فهو حرام إجماعا. وهذا العمل من الشذوذ، وإن كان لا يبلغ درجة اللواط الموجب للحد، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 32575، 2315.
وننبه السائل إلى أن صاحبه هذا قد يكون -والعياذ بالله- يستمني بيد رفقائه هؤلاء، فيكون بذلك قد جمع بين الاثنين، وقد سبق بيان حرمة الاستمناء، وما فيه من أضرار بدنية ونفسية وكيفية علاجه في الفتوى: 7170.
وعلى أية حال فصاحبك الذي ذكرْتَ، يتأكد عليك وعلى صاحبيك الآخرين السعي للأخذ بيده لطريق الخير والاستقامة، ولا تتركوه لرفاق السوء يفتنونه ويفسدونه، فإن الطبع لص والصاحب ساحب، ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتحرى في اختيار الصحبة، ونهانا صلى الله عليه وسلم عن مصاحبة غير المؤمنين ومخالطة غير المتقين، فقال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواهما أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنهما الألباني.
وقد سبق لنا بيان أضرار ومخاطر مخالطة رفقاء السوء، وبيان أثر الجليس الصالح والجليس السوء، في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69563، 76546، 24857، 34807. كما سبق بيان الخطوات المعينة على تجنب رفاق السوء في الفتوى رقم: 9163. وبيان وسائل المحافظة على الإيمان وتقويته في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 56498، 10800، 31768.
فبيِّن لصاحبك هذه الأمور برفق ولين وشفقة، وابذل له نصيحتك بصدق ومحبة، واستعن على تقويمه بكل من له علاقة به من والدين وأرحام وأصحاب. وأكثر من الدعاء لك وله ولأصحابك أن يجنبكم الله الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يعينكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
والله أعلم.