الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت بتوبتك إلى الله تعالى فنسأله سبحانه أن يجزيك خيرا وأن يثبتك على الاستقامة في طريق الحق.
واعلم أنه لا يجوز للمسلم الإقدام على الحلف كذبا لغير ضرورة، وأما إن كنت مضطرا للإقامة في ذلك البلد وتعين الحلف كذبا لحصولك على الإقامة فإنه يجوز لك الحلف، ولكن لا يجوزلك أن تأخذ ما قد يترتب على الإقامة من منح وامتيازات لا تستحقها إلا أن تكون مضطرا لأخذ شيء منها كأن لا تجد عملا وليس عندك من المال ما تنفقه على نفسك فتأخذ بقدر الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، فإذا استغنيت استعففت.
وننبه إلى أنه يجب على المسلم اجتناب المعاصي ولو لم يعاهد الله تعالى على ذلك، وهذا العهد يتأكد به أمر اجتنابها.
وأما معاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون في حياته، وأما بعد مماته فلا نعلم دليلا أو أثراعن سلف هذه الأمة يفيد جوازها.
والله أعلم.