الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك من أمراض القلوب والأجسام ويعافيك من كل مكروه.. ولتعلم أن من وقع في شيء مما ذكرت من غير قصد بل بسبب الوسواس القهري، فإنه لا مؤاخذة عليه فيه.. طالما أنه لا يستطيع دفعه، فالله تعالى يقول: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم به ولكن ما تعمدت قلوبكم.. {الأحزاب:5}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: عفي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
وأما إن كان متعمداً لشيء من ذلك فإنه يكون قد وقع في أعظم الذنوب وأقبحها، ولكن الله سبحانه وتعالى هو العفو الغفور التواب الرحيم... يقبل توبة عبده مهما عظم ذنبه، وليس ذنب أعظم من الشرك بالله والكفر به، فإذا تاب العبد منه تاب الله تعالى عليه وقبل توبته، فقد قال تعالى في محكم كتابه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}..
وما عليك إلا أن تقبل على الله تعالى وتخلص له التوبة وسوف يبدل كل سيئاتك حسنات، كما قال تعالى: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:70}.
وأما الوسواس فهو من الشيطان وعلاجه بالاستعاذة بالله تعالى من شره والإعراض عنه والاشتغال بذكر الله وبكل ما ينفعك في دينك ودنياك، ومن أهم ذلك صحبة الصالحين وحضور مجالس العلم..
هذا وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 75056، 28751، 29768، 51043.
والله أعلم.