الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نص غير واحد من أكابر الفقهاء كالنووي وابن دقيق العيد والفقيه ابن حجر المكي على أن جوزة الطيب مسكرة يحرم أكلها، وانظر الفتوى رقم: 16440.
إذا علمت هذا فاعلم أن الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة ذهبوا إلى طهارة الجامد المسكر وجواز استعماله في الدواء.
قال الدمياطي الشافعي في إعانة الطالبين: قوله: وخرج بالمائع نحو البنج والحشيش أي والأفيون وجوزة الطيب والعنبر والزعفران فهذه كلها طاهرة لأنها جامدة وإن كان يحرم تناول القدر المسكر منها. انتهى.
وقال القروي في الخلاصة الفقهية: بخلاف الحشيشة ونحوها فهي من الطاهر ويحرم تعاطيها ولا يحرم التداوي بها في ظاهر الجسد.
وقال ابن عابدين في حاشيته: وبه علم أن المراد الأشربة المائعة وأن البنج ونحوه من الجامدات إنما يحرم إذا أراد به السكر وهو الكثير منه دون القليل المراد التداوي ونحوه كالتطيب بالعنبر وجوزة الطيب.
وبه تعلم جواز وضع جوزة الطيب في المراهم وأن هذا مما لا حرج فيه.
والله أعلم.