الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأت حين سألت زوجتك أن تخبرك عن ماضيها السيئ، فذلك أمر مخالف للشرع كما أنها لا يجب عليها أن تخبرك بذلك، وقد أخطأت حين أخبرتك فقد أمر الشرع من اقترف ذنباً أن يستر على نفسه ولا يفضحها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله.. رواه مالك في الموطأ.
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتى معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري ومسلم.
كما أن الإنسان يعتبر بحاله لا بما مضى، فمن المعلوم في الشرع أن التوبة تمحو ما قبلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التأئب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
فإذا كانت زوجتك في الحال مستقيمة، فلا تلتفت إلى ما مضى، ولا تعد إلى سؤالها عن مثل ذلك، وعليك بالستر عليها، حتى يسترك الله يوم القيامة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: .. من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة. متفق عليه.
والله أعلم.