الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحجاب فريضة على المرأة، به تصون عفتها، وتحفظ كرامتها، وتعين على طهارة المجتمع، ولم يحدد الشرع لباساً معيناً للمرأة، وإنما ذكر العلماء شروطاً إذا توفرت في أي نوع من أنواع اللباس فهو الحجاب الذي أمرت به، وهي مبينة بالفتوى رقم: 6745 .
فإذا كان اللباس الذي تأمرها أمها بلبسه غير موافق للشرع، فلا يجوز للبنت طاعة أمها في ذلك، أما إذا كان موافقاً للشرع، وأرادت البنت أن تزيد في الاحتشام فلا مانع من ذلك، لكن الأولى أن تطيع أمها ولا تخالفها، وننصح البنت بالاجتهاد في بر أمها، فإنه من أعظم الواجبات عليها، كما أنه من أعظم أسباب رضا الله عنها، كما ننصحها بالحرص على الاحتشام والحياء والبعد عن الفتن، وننصح الأم بإعانة بنتها على ذلك، ولتعلم أن بنتها في تلك السن ليست صغيرة، بل إنها في تلك السن أحوج ما تكون إلى التستر والحجاب، وإنما الصحيح أن التي يرخص لها في التخفف هي المرأة الكبيرة التي لا ترجو النكاح.
ولتعلم أن التزام بنتها بالحجاب والتستر، من أسباب سعادتها في الدنيا والآخرة، وعلى البنت أن تبين ذلك لأمها بالرفق، وتطلعها على كلام العلماء في ذلك، وتستعين في ذلك بالصالحات من الأقارب والصاحبات، مع الاستعانة بالله ودعائه.
وننبه إلى أن دراسة المرأة في الجامعات المختلطة أمر ينبغي تجنبه إلا عند الحاجة، مع الحفاظ على الضوابط الشرعية. وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 2523.
والله أعلم.