الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أنه يحرم على المسلم أن يظن بإخوانه المسلمين ظن سوء، ولكن ليس كل ظن يعتبر ظناً سيئاً، بل إن في الأمر تفصيلاً، فإن لم يظهر من المسلم إلا الخير فلا يجوز أن يساء به الظن، وأما إن ظهرت منه بعض علامات السوء فيجوز أن يظن به سوء، وقد سبق بيان هذا التفصيل ونقل كلام أهل العلم في ذلك بالفتاوى ذات الأرقام التالية: 71640، 101814، 60923.
والأخذ بالاحتياط مطلوب ولا سيما في أمر الزواج، لأن الحياة الزوجية مشوار طويل، ولكن لا ينبغي أن يؤدي مثل هذا الاحتياط بالمرء للوقوع في شيء من الوساوس، فإنه قد يؤاخذ الناس أحياناً بأشياء ليس لها أساس من الصحة ويكون الأمر مجرد أوهام..
وينبغي للمرأة إذا تقدم لها من يريد الزواج منها أن تستشير فيه من هم أعرف به من الثقات، فإن علمت أنه صاحب دين وخلق فلتستخر الله في أمره، ولن تجد إلا الخير بإذن الله سبحانه.
وإذا كان ما يحدث لك نوعاً من الفراسة وتوقع الشيء برؤية بعض الأمارات فلا شك أن هذه نعمة تقتضي شكر الله تعالى عليها، وإن كان يقع منك اتهام الآخرين من غير علامة تدل عليه فهذا من سوء الظن وهو ذنب ومعصية، والمعصية قد تكون سبباً في الحرمان من التوفيق، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}.
وعلى كل تقدير ينبغي أن ترضي بقضاء الله تعالى وقدره أولاً وتعلمي أن الأرزاق بيد الله تعالى فالتجئي إليه بالدعاء أولاً، ثم اجتهدي في البحث عن زوج، ويمكنك أن تستعيني في ذلك بالله أولاً ثم ببعض صديقاتك الخيرات أو محارمك من الرجال، مع العلم أنه ليس على المرأة حرج في البحث عن زوج إذا التزمت بالضوابط الشرعية في ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 68662.
والله أعلم.