الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما أدى بك إلى هذه الحالة المزرية هو استرسالك مع الوساوس، وتركك نفسك للشيطان يبذر فيها ما شاء؛ ليلبس عليك عبادتك ويفسد عليك أمر دينك ودنياك. والوسوسة داء قاتل متى ما تحكم في إنسان فإنه يصيبه بشر عظيم، إلا أن يتداركه الله برحمته. فنسأل الله لك العافية والسلامة من هذا الداء، والواجب عليك الآن أن تعرضي عن الوساوس جملة وتفصيلا، وأن تمضي في عبادتك غير ملتفتة إلى شيء من الوسواس، وإذا كنت تغلبين على ما ذكرت من أمر الصلاة، فاعلمي أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
ثم إن اللحن إذا كان في غير الفاتحة فلا تبطل به الصلاة، فعليك أن تصلي الصلاة مرة واحدة، مجتهدة في إقامتها على وجهها، فإذا بذلت وسعك في ذلك فقد برئت ذمتك بفراغك منها، وأما بالنسبة لأمر الصيام فقد نص أهل العلم على أن ما يشق الاحتراز منه كغبار الطريق. ومنه الدخان المتصاعد، وهذا الذي ذكرته من أمر البخار كل هذا لا يفسد به الصوم لعموم البلوى ومشقة الاحتراز، فلا يلزمك أن تكتمي نفسك ولا يفسد صومك بذلك على ما ذكرنا.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 113618، 78091، 39090.
والله أعلم.