الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمرض الزهايمر أشبه ما يكون بالخرف الذي تحدث عنه الفقهاء بل لعله هو، وهذا المرض له حالتان:
الحالة الأولى: ما إذا اشتد بصاحبه حتى أفقده وعيه حينئذ يصير حكمه حكم المجنون، وإن كان ليس مجنونا في الحقيقة.
جاء في عون المعبود: بخلاف الخرف والجنون فإن أحكامهما واحدة وبينهما تقارب ويظهر أن الخرف رتبة متوسطة بين الإغماء والجنون وهي إلى الإغماء أقرب. انتهى.
ويسقط عنه حينئذ التكليف ولا تصح تصرفاته من بيع أو شراء أو هبة أو نحو ذلك.
الحالة الثانية: أن تعتريه هذه الحالة بعض الوقت وتفارقه بعض الوقت، وحكمه حينئذ أن يتعلق به التكليف في الوقت الذي يعود إليه تمييزه، ويرتفع عنه في الوقت الذي يفقد فيه التمييز، جاء في عون المعبود: ولو برئ في بعض الأوقات برجوع عقله تعلق به التكليف. انتهى.
وعليه فالهبات التي تهبها لك عمتك إذا وقعت في وقت تمييزها وإدراكها لأفعالها فلا حرج عليك في قبولها بل يستحب لك القبول وعدم ردها إذا علمت حبها لذلك كما ذكرت.
أما إذا كان حصل الإهداء وقت عدم التمييز فلا يجوز لك القبول لأنه لا تجوز أصلا تصرفاتها في هذا الوقت، وقد قدمنا في الفتوى رقم: 37606، أن مريض الزهايمر الذي لا يشعر يسقط عنه التكليف ولا تصح تصرفاته من بيع أو شراء ونحو ذلك.
والله أعلم