الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأ هذا الشاب حين أخبرك بعلاقته السابقة بخطيبته، فلا يجوز للمرء أن يخبر بما وقع فيه من خطأ، فإن الواجب على المسلم إذا وقع في إثم أن يستر على نفسه ولا يفضحها، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
أما عن العادة السرية فهي عادة منكرة، لها آثارها السيئة على فاعلها، في دينه ونفسيته وصحته، ولمعرفة المزيد عن حكمها وكيفية التخلص منها تراجع في ذلك الفتوى رقم: 7170.. والمقصود بتلك العادة أن يحدث الاستمناء بيد الرجل نفسه، أما إذا حدث بيد زوجته أو بمجرد تلذذه بلمسها أو سماع صوتها، فلا حرج في ذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 51797، والفتوى رقم: 5174.
واعلمي أن الرجل بمجرد العقد الصحيح على المرأة يكون له حق الاستمتاع بها فهي زوجته، وعلى ذلك فلا حرج أن يلمس هذا العاقد جسدك أو يقبلك أو يرى شعرك أو يراك بملابس ضيقة أو تخرجي معه إلى الأماكن العامة، أو تتحدثا في أمور الجماع، لكن لا يجوز أن تعينيه على العادة السرية على النحو المحرم كما سبق بيانه... وإذا كان العرف جارياً بأنه لا يسمح للعاقد بمعاشرة الزوجة حتى تزف إليه فينبغي لزوجك احترام هذا العرف، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 2940.
أما عن طلب الطلاق منه فلا نرى له مسوغاً، لكن عليك نصحه بالبعد عما حرم الله، وينبغي لكم تعجيل الدخول وعدم تأخيره، فإن فيه الصيانة عن الحرام والوقاية من الفتن.
والله أعلم.