الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر أصحاب السير أن اليهود وقريشا وغطفان تآلبوا على غزو المدينة فلما وصل الخبر لرسول صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه فأشار سلمان رضي الله عنه بحفر الخندق، وكانت المدينة محاطة من المشرق والمغرب بالحرتين ومن الجنوب بالبنيان والحرار والبساتين وكان المنفذ الوحيد الذي يمكن للأحزاب أن يدخلوا منه هو الجهة الشمالية فحفر الخندق من الشمال من الحرة الشرقية من أجمة الشيخين إلى طرف الحرة الغربية عند المذاد وجبل بني عبيد، ووزع الحفر بين المجاهدين فأعطى لكل عشرة منهم أربعين ذراعا يحفرونها وقد أتموا حفره في فترة وجيزة.
وقد ذكر الأستاذ محمد أحمد باشميل في كتابة غزوة الاحزاب: أن طول الخندق يقدر بخمسة آلاف ذراع وأن عمقه يقدر بما لا يقل عن سبعة أذرع وأن عرضه لا يقل عن تسعة أذرع. انتهى.
وقيل غير ذلك في طول الخندق.
وراجع كتاب المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية، وكتاب مرويات غزوة الخندق للدكتور إبراهيم المدخلي، وغزوة الأحزاب لمحمد أحمد باشميل.
والله أعلم.