الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن للحديث المشار إليه مكانة عظيمة في دين الله، وذلك لما تضمنه من الوصايا العقدية والتوجيهات النبوية التربوية ..
وقد بدأت هذه التوجيهات بالأمر بحفظ الله تعالى، وحفظ الله معناه حفظ حدوده، وحقوقه، وأوامره، ونواهيه، وحفظ ذلك: هو الوقوف عند أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب، وعند حدوده بالوقوف عندها..
وأن من حفظ الله حفظه، فالجزاء من جنس العمل، وهي قاعدة مطردة وسنة من سنن الله تعالى، قال بعض العلماء: من حفظ الله في صباه وقوته، حفظه الله في حال كبره وضعف قوته، ومتعه بسمعه وبصره وحوله قوته وعقله.
وقوله ـ صلى الله عليه وسلم: إذا سألت فأسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، فسؤال الله تعالى هو دعاؤه والرغبة إليه، والدعاء هو أصل العبادة وأساسها.. وفيه النهي عن مسألة المخلوقين إلى آخر ما تضمنه هذا الحديث العظيم.
قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم: وهذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهم أمور الدين، حتى قال بعض العلماء: تدبرت هذا الحديث فادهشني وكدت أطيش، فوا أسفى من الجهل بهذا الحديث، وقلة التفهم لمعناه، ثم قال: وقد أفردت لشرحه جزءا كبيرا.
وهذا وبإمكان السائلة الرجوع إلى كتاب جامع العلوم والحكم للاطلاع على مكانة هذا الحديث وبعض ما تضمنه من الفوائد.
والله أعلم.