الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فالشق الأول من السؤال جوابه هو أنه يلزمك طاعة زوجك إن طلب منك السفر معه سيما إذا كان بقاؤك إلى جانب أمك لا تستطعين معه التمكن من إقامة شعائر دينك، وطاعة الزوج أولى من طاعة الوالدين ما لم يأمر بمعصية.. وما تأمرك به أمك من الإساءة إليه لا يجوز لك لأن طاعتها مقيدة بما إذا أمرت بالمعروف، ولا معروف في الإساءة إلى الزوج والتقصير في حقه، وكذلك ما تأمرك به من مخالطة ابن خالتك إذا كان أجنبياً عنك فلا يجوز لك ذلك إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه.
فصلي أمك بالمعروف، ولا تطيعيها فيما تأمرك به من معصية الله عز وجل، كما إن إساءتها هي إليه وإهانتها له محرم: وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كما في الحديث المتفق عليه. فلتتق الله تعالى ولتكف عن ذلك ولك نصحها بالتي هي أحسن.
وأما الشق الثاني من سؤالك؛ فإن اغتابت أحداً بحضرتك فذكريها بالله وخوفيها من عقابه.. فالغيبة محرمة وهي تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب الرقيق، سيما إذا كانت غيبة قريب تجب صلته ومودته، فلا بد من معالجة ذلك بالحكمة، وإياك أن تفيضي معها فيما تفعل من الغيبة بل مريها بالكف، فإن فعلت وإلا فاخرجي ودعي مجلسها، واحذري من التهاون بأمر الصلاة والتكاسل عنها فهي عماد الدين، من حفظها حفظ الدين، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وهي التي تقوي الإيمان وتعززه في النفس وتنهى عن الفحشاء والمنكر فحافظي عليها وتوبي إلى الله من تقصيرك فيها، وابتعدي عن الأسباب التي تدعوك إلى ذلك، وأحسني عشرة زوجك وأطيعيه فيما يأمرك به من المعروف، ولو نهتك أمك فطاعته أوجب وحقه أعظم. واسعي في تغيير سلوك أمك لتكف عن الحرام والإساءة إلى الناس، فذلك من أعظم برها، لكن لا بد من مراعاة حرمتها وكبر سنها عند الحديث إليها، ونصحها بأن يكون كلامك سهلاً ليناً لا فظاظة فيه ولا تأفيف ولا رفع صوت أو جدال، فإن أفاد ذلك فبها ونعمت، وإلا فقد فعلت ما عليك.
وللمزيد من ذلك انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 105217، 28705، 69916، 74485، 14618.
والله أعلم.