الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت السفارة ترسل هذا المال مقسماً بينكما، بحيث تنص صراحة على ذلك، فهذا المال المخصص ملك لك، فيجوز لك أن تتصرفي فيه كما تشائين إذ هو خالص حقك، ولا حرج عليك إن أنت اشتريت هدايا لأهلك دون علم زوجك، وإن كان الأولى أن تعلميه بذلك فهذا أحفظ للمودة والثقة بينكما خصوصاً مع ما ذكرت من أنه يعطيك حرية التصرف فيه كما تشائين، فلا داعي إذاً لكتمان الأمر وإخفائه عنه فإنه لو اطلع على ذلك فلربما حاك في صدره فتنفتح أبواب الفتن والمشكلات، والشيطان أحرص ما يكون على التحريش بين الزوجين وإفساد أسرتهما.. ولكن لو أردت كتمان ذلك عنه لحاجة في نفسك فلا حرج في ذلك.
أما إذا لم تنص السفارة على ذلك إنما فهمت أنت أن المال مقسم بينكما من اختلاف قدر الراتب الذي يعطى للمتزوج عن الذي يعطى للأعزب فلا يحق لك أن تتصرفي في المال الذي يعطيه لك إلا وفق إذنه الصريح أو الضمني، لأن هذا المال الذي تحوله السفارة ملك له كله وقد زيد له فيه عما يعطى للأعزب ليتمكن من الإنفاق على أسرته.
والله أعلم.