الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كان منك من علاقة مع هذا الرجل أمر محرم لا يجوز، حتى ولو كان الأمر في حدود المكالمات الهاتفية فقط، ومع أن هذا الرجل قد أقسم لك أنك لم تكوني سببا في اضطراب بيته إلا أن علاقتك به قد يكون لها دور ولو غير مباشر فيما حدث، لأن الإنسان إذا يئس من الأمر وانقطع رجاؤه فيه، فعند ذلك سيقبل على شؤونه وأحواله بصبر وتريث. أما إذا كان قلبه وفكره مع امرأة أخرى فإن هذا سيشتت عليه تفكيره، ويزهده في زوجته، ويغريه ببغضها والنفور منها لأتفه الأسباب.
ولذا فعليك أن تتقي الله ربك، وأن تنصرفي فورا عن علاقتك بهذا الرجل، وتتركيه يقوم وحده بإدارة شؤون بيته وزوجته وأولاده دون تدخل منك لا في قليل ولا كثير، بل ولا في حدود الاستشارة. ولا ننصحك بالزواج منه في حال معارضة والديك لهذا الزواج؛ لأنه لا يخفى عليك أن طاعة الوالدين في المعروف واجبة.
ولكن إذا أراد هذا الرجل – مع ذلك – الزواج منك، وكان صاحب خلق ودين، فلا مانع حينئذ من الإصرار على الزواج به؛ لأن الشريعة الغراء قد كفلت للمرأة حق الزواج بمن تريد إذا كان كفؤا، ولا يعد هذا من عقوق الوالدين.
والله أعلم.