الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأصل في المسلم البراءة من الذنوب والمخالفات حتى يتبين خلاف ذلك، فلا يجوز اتهامه بالسرقة لمجرد الشك أو غلبة الظن ، بل لا بد من حصول العلم الذي يرتفع به الشك ويحصل به اليقين؛ وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}
قال ابن كثير: يقول تعالى ناهيا عباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله؛ لأن بعض ذلك يكون إثما محضا، فليجتنب كثير منه احتياطا. انتهـى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا. رواه البخاري ومسلم.
ولذلك، فلا ريب أنك مخطئة في اتهامك لهذا الخادمة من غير بينة، ويجب عليك التوبة والاستغفار، ومن تمام توبتك أن تستسمحي هذه الخادمة وتتحلليها من هذه المظلمة؛ ولا يلزمك أن تصرحي لها بالمظلمة إن كان ستترتب عليه مفسدة أكثر، ولكن تحللي منها من الحقوق عامة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه. رواه البخاري.
ولمزيد من الفائدة يمكن مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية : 78681 ، 65358 ، 108324.
وأما بالنسبة لرؤياكِ التي رأيت فقد لا يكون لها معنى أصلا، وقد تكون من أحاديث النفس، وقد يكون تأويلها ما وقع منك من ظلم لها، فيكون فيها حث على استحلالها من هذه المظلمة.
والله أعلم.