الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما قامت به الأنظمة الاشتراكية من مصادرة أموال الناس وتأميمها يعتبر من وجوه الغصب المحرم، وما ترتب عليه من تمليك الآخرين لهذه الأموال المغتصبة لا عبرة به فما تزال هذه الشقق والعقارات ملك أصحابها الأصليين، وتعدد اليد على هذه العقارات لا ينقل الملك عن ملاكها حتى يرضوا بذلك بمحض إرادتهم دون إكراه، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ {النساء:29}.
وهذه الشقق محل السؤال ما يزال أصحابها الأصليون أو ورثتهم يطالبون بها كما هو معروف.
ويمكن الوصول إلى أصحابها بيسر فإذا حصل أن رضوا بالتعويض فيجوز لكم الانتفاع وتملك الشقة وإجارتها ونحو ذلك من التصرفات، وإن لم يرضوا فيجب تسليم العقار إليهم ولا يسألون عن الأجرة التي كنتم تدفعونها للنظام الاشتراكي بل لهم حق مطالبة الساكن بالأجرة مدة سكنه ويعود هذا الساكن بما دفع على الغاصب إن أمكن أو يذهب ما دفعه هدرا.
وما تقدم جواب عام في الغصب وتنزيل هذا على مسألة السائل وما قررته الحكومة الحالية من تعويض ومعالجة موضوع التأميم هذا يحتاج أن يرجع فيه السائل إلى الحكومة والنظر فيما تم من إجراءات وهل حصل تعويض عادل أم لا، وهل رضي الملاك بهذا أم لا.
والله أعلم.