الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم تحصل لمن يكثر الصلاة عليه، فهذا أمر لا يستغرب، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلى علي حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة. قال المنذري: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد. انتهـى. وكذا قال الهيثمي. وقد سبق هذا الحديث مع غيره في بيان فضل الصلاة على النبي وثوابها، في الفتويين: 21892، 33808.
وما ورد في القصة إن ثبت صدقناه، لكن أغلب الظن أن مثل هذه القصص يخترعها أصحابها ترغيبا للناس في فضيلة من الفضائل، كما كان بعض الزهاد في القديم يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتقربون إلى الله بوضع الحديث؛ ترغيبا في الخير وترهيبا من الشر، كأبي عصمة نوح بن أبي مريم الذي تعقب سور القرآن واحدة واحدة، فألصق بكل سورة فضيلة، ورتب لها فائدة، ووضع فيها حديثا ينسبه إلى الرسول زورا بعد أن يصنع له سندا، وعلل ذلك بقوله: إني رأيت الناس أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبةً. كما ذكره ابن الجوزي في (الموضوعات).
فينبغي عدم الالتفات إلى ما لم يثبت من هذه القصص، والاقتصار على الترغيب بما في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ففيهما الخير والبركة والكفاية.