الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت تخشى على نفسك الفتنة والوقوع في الحرام فإنه يجب عليك أن تسارع إلى الزواج فوراً، ولا يجوز تأخيره بحال ما دمت تملك تكاليفه، حتى ولو أدى ذلك إلى رجوعك لبلدك وترك ما أنت فيه من عمل وسعة إلى ما دون ذلك.
قال ابن قدامة في المغني: من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح، فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء لأنه يلزمه إعفاف نفسه، وصونها عن الحرام، وطريقه النكاح. انتهى.
أما إذا لم يكن الأمر كذلك وكنت تقدر على الصبر دون الوقوع في محرم ولا محظور فإنه يجوز لك الاستمرار في العمل لفترة من الزمان تحصل فيها من الرزق ما تستعين به على أسرتك وشؤونك... وإن كنا ننصحك بالمبادرة إلى الزواج -على كل حال- فإن الفتن في هذا الزمان قد عمت وطمت.. والسلامة لا يعدلها شيء، ثم نوصيك بالاستخارة في كل ما تقدم عليه من أمورك.
والله أعلم.