الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد خلط صاحب هذا الكلام بين عدة أشياء جهلا منه أو تلبيسا على العامة، فالثابت في شأن من ذكر عنده اسمه صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه هو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
وفي حديث آخر: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وأما قصة عائشة رضي الله عنها فلم يروها أحمد ولا الترمذي في كتبهما المعروفة، وإنما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت عني الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة لشعاع نور وجهه فضحكت فقال يا حميراء بم ضحكت؟ قلت: كان كيت وكيت فنادى بأعلى صوته: يا عائشة الويل ثم الويل ثلاثا لمن حرم النظر إلى هذا الوجه. رواه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر وفي سنده ابن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن، وفي سنده مسعدة بن بكر الفرغاني أتى عن محمد بن أحمد أبي عون بخبر كذب، ولم يذكر الذهبي نص الخبر، ولكنا لم نر في مدونات السنة رواية للفرعاني عن ابن أبي عون إلا في هذه القصة، فلعلها المقصودة للذهبي.
وأما الصلاة بقولك اللهم صل على نور الأنوار وسر الأسرار وترياق الأغيار فهي صلاة يسمونها صلاة أحمد البدوي ويدعون أنها أفضل الصلوات، ولا نرى جواز الصلاة بهذه الصلاة لما اشتملت عليه من الغلو والإطراء المنهي عنهما على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
فأما الغلو فقد نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث: إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو. رواه أحمد والحاكم، وصححه الألباني.
وأما الإطراء فقد نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله: لا تطروني كم أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله. رواه البخاري.
ولما فيها من العدول عن الصلاة الإبراهيمية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما في حديث أبي محمد كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله: قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك: قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. متفق عليه.