الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمشكتك يسيرة وسهلة، وعلاجها بيدك أنت، ولسنا نحيلك على فتاوى أخرى مع كثرة الفتاوى المتعلقة بهذا الموضوع عندنا، ولكننا نقول لك إن الداء الذي تعانين منه هو داء الوسوسة قد لبس به الشيطان عليك ليفسد عليك عبادتك، ويشوش قلبك، ويصيبك بهذا الحزن والغم، ولكي تتخلصي من هذا الداء الذي يفسد على العبد دنياه وآخرته فلا بد لك من أن تطرحي الوسواس طرحا، فلا تلتفتي إليه، ولا تعيريه أي اهتمام، بل فوتي على الشيطان تلك الفرصة، وتوضئي وأقبلي على صلاتك من غير تردد ولا شك، فإذا قال الشيطان قد خرج منك شيء فقولي في نفسك كلا يا خبيث لم يخرج مني شيء.
واعلمي أن الشيطان ليس لك بناصح ولا هو على عبادتك بحريص، والنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو بالمؤمنين رؤوف رحيم قد بين لك الدواء فكيف ترغبين عن سماع نصحه صلى الله عليه وسلم وتطيعين الشيطان فيما يلبس به عليك.
ولو فرضنا أن لما تشعرين به أصلا وأنك مصابة بانفلات الريح فالأمر يسير- وإن كنا لا نظن هذا واقعا- لكن على فرض صحته فلا يلزمك إلا الوضوء بعد دخول الوقت، ثم تصلين بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج الوقت، ولا يضرك ما خرج منك بعد ذلك ما دام الوقت باقيا.
والله أعلم.