الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمرأة إذا كانت في عصمة زوج، فإن عليها أن تقوم بحقه وتحفظ عرضه، ومهما كان من سوء عشرته وظلمه لها وحرمانها من حقها في الاستمتاع معه، فإن ذلك لا يسّوغ لها خيانته ووقوعها في الفاحشة، ولا يهوّن من تلك الجريمة النكراء والفعلة الشنيعة التي توعد الله فاعلها بالعذاب والخزي في الدنيا والآخرة، إذا لم يتب توبة صادقة.
وذلك لأن الشرع قد جعل للمرأة سبيلاً لمفارقة زوجها إذا علمت أنها لن تقوم بحقه وتقيم حدود الله معه، قال تعالى : فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ {البقرة:229}.
فالذي ننصحك به إذا كنت تقدرين على الصبر مع زوجك ومحاولة إصلاحه مع قيامك بحقه كما أمر الله، ومحافظتك على نفسك وأمانة زوجك، فذلك أولى بلا شك.
وأما إذا رأيت أنك لا تقدرين على الصبر معه وخشيت من الوقوع فيما حرم الله، فلا تترددي في طلب الطلاق أو الخلع منه، حفاظاً على دينك، فإن سلامة الدين مقدمة على كل مصلحة، ورضا الله مقدم على إرضاء الأهل والناس.
والله أعلم.