الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد طلب الشيخ ابن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية بالسعودية، من الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمهما الله تقريرا عن كتاب (العقيدة والسلوك في ضوء الكتاب والسنة والسيرة) للشيخ أبي الحسن الندوي رحمه الله، وكان للشيخ عبد الرزاق بعض المآخذ على الكتاب على نفعه في الجملة، ومن هذه المآخذ: إفراطه في الثناء على الغزالي وإطراؤه له ولكتابه (إحياء علوم الدين). وكذلك إطراؤه الشيخ عبد القادر الجيلاني، وقال: في الإفراط في الثناء عليه تغرير بالناس وحث لهم على التزام وقراءة كتبه، وأكثر الناس لا يميز بين الحق والباطل والسنة والبدعة، فيقع بذلك فيما لا تحمد عقباه.
ثم قال: وكذلك الحال في إطرائه الشيخ محمد بن أبي بكر السمرقندي وكتابه (شرعة الإسلام إلى دار السلام).
ثم قال في نهاية التقرير: وأخيراً أرى أن غير هذا الكتاب مما هو أنفع للناس أولى بالشراء منه ؛ تيسيراً لحصول الناس عليه ونشره بين الجمهور. اهـ. من كتابي (إتحاف النبلاء بسيرة العلامة عبد الرزاق عفيفي) وكتاب (صور مضيئة من جهود الإمام عبد العزيز بن باز).
فحال كتاب (شرعة الإسلام) كحال كتاب (إحياء علوم الدين) للغزالي، فيه نفع كثير، وفيه طامات وبلايا توجب منع قراءته، إلا من الخبير المطلع على عقائد الصوفية، المتحصن بعقيدة السلف الصالح، وما فيه من الخير موجود في غيره من الكتب. وقد سبقت نبذة عن الغزالي، وبيان أقوال العلماء في كتاب (الإحياء)، في الفتويين: 7667، 6784، . فلا يستغرب وجود أحاديث موضوعة أو لا أصل لها في أي من الكتابين.
ومؤلف كتاب (شرعة الإسلام) ترجمه ابن أبي الوفا في (طبقات الحنفية) فقال: محمد بن أبي بكر المفتي ابن إبراهيم الجرغي الواعظ عرف بإمام زاده، قال السمعاني: مفتي أهل بخارى، أصله من قرية يقال لها جرغ. إمام فاضل فقيه واعظ أديب شاعر ورع حسن السيرة من أهل الخير والدين.. ولادته في شهر ربيع الأول سنة 491... رأيت له كتابا نفيسا كثير الفوائد سماه شرعة الإسلام في مجلد. اهـ.
وقال عنه كحالة في (معجم المؤلفين): فقيه، متكلم. أفتى أهل بخارى. اهـ.
وقال حاجي خليفة في (كشف الظنون) عن كتاب (الشرعة): كتاب نفيس كثير الفوائد في مجلد... وشرحه المولى: يعقوب بن سيدي علي شرحا مفيدا اهـ.
والله أعلم.