الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبارك الله فيك لحرصك على بر أمك، فإنّ برّها من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، ومن البرِّ بها الإنفاق عليها إذا احتاجت للنفقة، أما إذا لم تكن محتاجة للنفقة وسألتك مالاً لأمرٍ مباح وأمكنك إعطاؤها من غير إضرار بواجباتك، فذلك غير واجب عليك لكنه من الإحسان، ولا إثم عليك في ذلك إلا أن تعلم أنها تنفقه في شيء محرم.
وننبه إلى أن أخاك إذا كان يريد السفر لبلد غير مسلم بلا ضرورة أو حاجة شديدة، فذلك غير جائز وحينئذ لا يجوز لك إعانته على ذلك، وراجع الفتوى رقم: 2007.
واعلم أنه لا يلزمك أن تخبر زوجتك بما تعطيه لأمك، ويمكنك استعمال التورية والتعريض إذا سألتك عن ذلك حتى تتجنب الخلاف معها.
أما إذا رأيت أن هناك أوجهاً لإنفاق هذا المال أولى من ذلك فيمكنك الاعتذار لأمك بحكمة ورفق، مع المداومة على برها والإحسان إليها.
وعلى كل حال فزوجتك لا ينبغي لها أن تتدخل في تصرفاتك بهذا الخصوص، ما دمت تعطيها حقها الواجب لها عليك.
والله أعلم.