الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المرأة المسلمة مأمورة بالحجاب الذي يستر بدنها، وهذا الحجاب لا يشترط فيه لون معين، فإن كانت العادة في بعض المجتمعات أن يكون حجاب المرأة ثيابا سوداء فينبغي التزام تلك العادة، وإذا تغيرت العادة، أو انتقلت المرأة إلى بلاد أخرى وكانت العادة المتبعة في تلك البلاد هي أن حجاب المرأة ثياب غير سوداء، فينبغي أيضا موافقة العادة الأخرى،فإن العادة التي لا تصادم الشرع محكمة.
وانظري الشروط التي اعتبرها الشرع في صفة الحجاب الواجب في الفتوى رقم: 6745.
وأما عادة مجتمع ما باعتبار مصافحة الرجال الأجانب للنساء من محاسن الأخلاق ـ فإنها عادة غير معتبرة شرعا، وهي من المحرمات التي يجب على الدعاة إلى الله أن يعملوا على تغييرها في المجتمع، وانظري الأدلة على تحريم المصافحة بين الرجال والنساء غير المحارم في الفتويين : 2412، 1025.
والذي ننصحك به أن تترفقي في دعوة الناس الجاهلين، وأن تعلمي أن تغيير العادات شاق على النفس، ثم علميهم أن تركك لمصافحة الرجال غير المحارم هو استجابة لله ورسوله، وهو من مقتضيات رضاك بالإسلام دينا.
وإذا واجهت بعض العوائق من بني قومك في زمان غربة الدين هذا فاصبري على الحق الذي تعلمينه، ولا تتنازلي عن تمسكك بشيء من دينك، فإن رضي الناس غاية لا تدرك والعاقبة للمتقين.
والله أعلم.