الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حث الشرع على الوفاء بالوعد، وجعل من يخلف الوعد قد اتصف بصفة المنافق، فقال عليه الصلاة والسلام: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. متفق عليه.
كما أن الوقيعة بين الناس من أفعال مرضى النفوس ولئام الطباع، ولا يظن عاقل أنها طريق لإنجاح سياسة العمل وإدارته، بل إنها طريق للفشل والضعف، قال تعالى: وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ {الأنفال:46}.. فعليك نصح هذا الرجل على قدر استطاعتك، بالحرص على الصدق والوفاء بالوعد والسعي للإصلاح بين الناس، ولا يجوز لك أن تكذب ولا تخادع مجاراة لبيئة العمل أو إرضاءاً لصاحب العمل، وإنما عليك أن تؤدي عملك على الوجه المطلوب، وتعامل الناس بالمعروف وتلتزم الصدق وسلامة الصدر ابتغاء مرضاة الله، وسوف يكفيك الله ما يهمك، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2-3}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. رواه الترمذي وصححه الألباني.
والخلاصة أنه ما دمت يمكنك الاستمرار في عملك دون الدخول في ما لا يجوز من الفتن أو الكذب أو غيرهما فلا حرج عليك في الاستمرار، وإثم ما سيرتكب صاحب الشركة يتحمله هو.
والله أعلم.