الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا ودخولك عليه واستفادتك منه، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك على خدمة دينه.
ولا يخفى عليك أن بر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، ولا يمكن أن نحده بحد معين، فمهما أمكن المرء بر والديه بما لا يترتب عليه منه ضرر ولا معصية فليفعل ، فينبغي أن تكوني عونا لزوجك في البر بأمه، وعليك بالصبر على ما قد يصدر منها تجاهكم من أذى، وينبغي لزوجك أن يجتهد في دفع أذى أمه عنك على وجه لا يترتب عليه العقوق بأمه.
ولا يلزمه أن يستجيب لأمه فيما تطلب من مال لا تحتاج إليه، أو كان يلحقه منه مشقة كبيرة، وعليه في مثل هذه الحالة ملاطفة أمه ومداراتها بحيث يدفع لها من المال ما يرضيها ولا يلحقه منه ضرر، وراجعي الفتوى رقم: 3109.
ولا يلزم زوجك أيضا أن يشتري لأخيه هذا العقد، وإذا أراد أن يحسن إليه فيصل بذلك رحما فهو أمر حسن، ويمكنه أن يدفع له هذا المال على سبيل القرض، ويكتب بذلك كتابا ويشهد عليه.
وأما بخصوص الحج فإذا كانت هذه الحجة حجة تطوع فيمكن أن يقدم عليها شراء هذا العقد، وكذا إن كانت حجة الإسلام وملكتم هذا المال بعد موسم الحج، وأما إن ملكتم هذا المال قبل موسم الحج فتقدم حجة الإسلام على شراء العقد، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 109570 .
ومن الأمر الطيب أن يحاول الإنسان أن يخطط لمستقبل أولاده ويدخر لهم ما قد يحتاجون إليه من مال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه: إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس. متفق عليه.
ولكن لا ينبغي أن يكون هذا الأمر هاجسا يزعج صاحبه، فإن الله تعالى الذي خلق هؤلاء الأولاد لن يضيعهم، فقد تكفل سبحانه برزق خلقه فقال: وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{العنكبوت:60}.
والله أعلم.