الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت أولا أن سؤالك يدل على أنك قد ابتليت بداء الوسواس، فكون الإنسان لا يصلي صلاة إلا ويسجد للسهو، ويكرر القراءة والتكبير أكثر من خمس مرات لأجل تفخيم الراء ونطق الحاء بشكل صحيح، كل هذا يدل على استحكام الوسوسة، نسأل الله السلامة والعافية.
والشريعة لم تأت بهذا التنطع وتلك المشقة، فالوضوء سهل ميسور، ومسح الرأس بالماء لا يحتاج إلى تكلف وعناء، فإذا بللت يديك بالماء ومسحت الرأس كله من مقدمه إلى مؤخره كفاك ذلك، ولم تطالبي بالتنقيب عن كل شعرة هل وصلها الماء، والمشروع مسح كل الرأس، ومن مسح بعضه ولم يستوعبه فوضوؤه صحيح على قول كثير من الفقهاء كما هو قول الشافعي وأبي حنيفة، وكذا لا تطالبين بإبعاد إحدى اليدين عن الآخرى عند غسلهما بعد القيام من النوم فهذا تنطع وغلو، والصلاة سهلة ميسورة كذلك، والقرآن سهل الله لفظه ويسر معناه كما قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ.{القمر:17}.
والتجويد وإن كان واجبا لكن لو ترك القارئ التفخيم والترقيق والإدغام فإن صلاته لا تبطل بذلك، ولا يلزمه إعادة القراءة كما بيناه في الفتوى رقم: 62268 .
فاتقي الله أختي السائلة فإنك تفتحين على نفسك باب شر قد يصعب عليك إغلاقه مستقبلا، وقد تقعين فيما يريد الشيطان أن يوصلك إليه وهو ترك الوضوء والصلاة، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ .... {النــور21}.
وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 69990، 7578، 3086.
والله أعلم.