الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أمر الشرع بصلة الرحم، وحث على معرفة النسب الذي تحصل به الصلة، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر. رواه الترمذي وصححه الألباني.
كما أن معرفة النسب منها ما هو واجب لاجتناب التزوج بالمحارم ومعرفة من له حق الإرث من قرابته، قال ابن حجر في بيان ما يجب تعلّمه من النسب: وَأَنْ يَعْرِف مَنْ يَلْقَاهُ بِنَسَبٍ فِي رَحِم مُحَرَّمَة لِيَجْتَنِب تَزْوِيج مَا يَحْرُم عَلَيْهِ مِنْهُمْ، وَأَنْ يَعْرِف مَنْ يَتَّصِل بِهِ مِمَّنْ يَرِثهُ أَوْ يَجِب عَلَيْهِ بِرّه مِنْ صِلَة أَوْ نَفَقَة أَوْ مُعَاوَنَة.
وعلى ذلك فيجب عليكم معرفة جدّكم وأعمامكم وعماتكم وأولادهم إذا أمكنكم ذلك، أما إذا لم يمكنكم ذلك فلا حرج عليكم، لقول الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}.
والله أعلم.